ابتكار شاب مغربي يدعم المكفوفين بإمكانيات الذكاء الاصطناعي

 


تمكن الشاب المهدي ماهر، مهندس دولة في الإعلاميات والذكاء الاصطناعي، من ابتكار جهاز ذكي يساعد المكفوفين وضعاف البصر على الاعتماد على أنفسهم بشكل أكبر، وهو جهاز عبارة عن خوذة صغيرة الحجم توضع على العينين لتحول الصور التي تلتقطها عبر مستشعرات خاصة إلى إشارات صوتية بواسطة سماعات.



وقال المبتكر ابن مدينة فاس، في حديثه مع هسبريس، إن هذا الاختراع، الذي أطلق عليه اسم “عيني”، يعد الأول من نوعه بالمغرب وإفريقيا، مبرزا أنه سيسهل حياة المكفوفين وضعاف البصر بجعلهم قادرين على المشي في الطرقات والحركة داخل منازلهم بأمان أكثر، وموضحا أن ذلك يتأتى بفضل إصدار الخوذة تنبيهات صوتية لحاملها في الوقت المناسب وعلى مسافة تم تحديدها بدقة.


وأضاف المتحدث ذاته أن الجهاز، فضلا عن مساعدته الكفيف على الحركة، قادر على تمكين حامله من معرفة هوية الأشخاص الذين سبق له التعرف عليهم، كما ينبهه إلى وجود أشخاص غرباء بمحيطه، فضلا عن مساعدته على القراءة عبر قيامه بمسح مختلف النصوص وتحويلها إلى كلام باللغة التي كتبت بها، ومنها اللغة العربية.



وعن ابتكاره هذا، الذي يعد ثمرة اجتهاد كفاءات مغربية بالكامل، أوضح المهدي ماهر، الحاصل على شهادة الإجازة بكلية العلوم بفاس والماستر بكلية العلوم بالرباط، أن الفكرة جاءته في أعقاب مساعدته أحد المكفوفين على اجتياز امتحان شهادة الباكالوريا، مبرزا أن تطوير هذا الابتكار تطلب منه ثلاث سنوات من البحث والعمل.



وتابع المتحدث ذاته بأن اختراعه حظي بدعم عدد من الأطراف الحكومية، ومنها صندوق الضمان المركزي وحاضنة المشاريع بمدينة الدار البيضاء، مبرزا أن دعم الدولة مكنه من الاستفادة من خبرات باحثين في المجال، فضلا عن تبني المشروع كبحث علمي من طرف كلية الطب بفاس، واستغلال ما تتيحه مراكز الابتكار بالمغرب من إمكانيات تقنية متطورة، ومن بينها مركزا الابتكار بجامعتي سطات وفاس.


ودعا ماهر، الذي قال إن جهازه حاصل على براءة الاختراع، مكونات المجتمع المدني إلى مساعدة فئة المكفوفين وضعاف البصر على اقتناء هذا الجهاز الذي تتراوح كلفته ما بين 10 آلاف و15 ألف درهم، مبرزا أنه جهاز متكامل، ولا يحتاج للاتصال بشبكة الإنترنيت، ويمكن لحامله أن يتكيف معه في وقت مقبول.



ويعد “عيني” مثالا جيدا لتسخير الابتكار لتسهيل حياة فئة عريضة من المكفوفين بالمجتمع المغربي، كما هو حال الكفيف عبد الإله المغراوي من مدينة فاس، الذي كان من أوائل من قاموا بتجريب هذا الجهاز والاستفادة منه بفضل دعم إحدى الجمعيات الخيرية.


وعبر المغراوي، في حديثه مع هسبريس، عن سعادته بحصوله على هذا الجهاز المغربي الذي بات يستأنس به شيئا فشيئا، موردا أنه خفيف وسهل الاستعمال ومقبول من حيث الشكل والحجم.


ولفت المتحدث إلى أن الجميل في جهاز “عيني”، فضلا عن مساعدته الكفيف على الحركة داخل البيت وخارجه، قدرته على تلبية احتياجات الأشخاص المكفوفين الذين لهم شغف بالقراءة، وذلك عبر تحويل النصوص المكتوبة إلى مقاطع صوتية.


المصدر ـ هسبريس ـ رشيد الكويرتي

إرسال تعليق

0 تعليقات